أزمة الطاقة

أزمة الطاقة

ازمة الطاقة

ما السبب وراء حدوث أزمة الطاقة العالمية؟

أزمة النفط العالمية ألقت بظلالها على العلاقة بين منتجي النفط ومستهلكي الطاقة في العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية. لفهم مسببات هذه الأزمة، لا بد من العودة إلى جذورها الحقيقية.

الحرب الأوكرانية الروسية كانت الشرارة الأولى. ما كان في السابق مجرد استفزاز متبادل بين روسيا وحلف الناتو، تصاعد إلى حرب حقيقية شنتها روسيا، واستولت خلالها على 15٪ من الأراضي الأوكرانية. هذه الأراضي تُعد الأهم اقتصاديًا، حيث تنتج القمح والزيوت النباتية، وتُعد منفذًا بحريًا رئيسيًا لأوكرانيا.

تزامن ذلك مع حرب اقتصادية شنتها روسيا على أوروبا بوقف تصدير الغاز والنفط، مشروطة بالدفع بالروبل الروسي، مما يعني إلغاء العملة الأوروبية. هنا، بدأت أوروبا تواجه عجزًا حقيقيًا في الطاقة، مهددة بشتاء قاسٍ وأزمة خانقة.

ما موقف السعودية من أزمة الطاقة؟

لم يكن الأوروبيون يتوقعون أن يجدوا أنفسهم في أزمة طاقة عالمية بهذا الشكل. وسط هذا المشهد، جاءت دورة أوبك+ المعتادة تحت ضغوط شديدة من القوى العظمى لزيادة الإنتاج.

ولكن، بخلاف التوقعات، قررت المنظمة تخفيض الإنتاج للحفاظ على سعر عادل يُرضي المستهلك والمنتج. القرار جاء منطقيًا، خصوصًا أن العالم ما زال يتعافى من الخسائر الفادحة التي خلفتها جائحة كورونا.

السعودية وروسيا، بصفتهما الأكبر في الحصص الإنتاجية، اتخذتا القرار بناءً على رؤية اقتصادية بحتة. القرار لم يكن سياسيًا، بل هدفه الحفاظ على استقرار السوق وضمان مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

كيف نظرت أمريكا إلى هذا التعاون؟

قرار تخفيض الإنتاج أثار غضب الولايات المتحدة، التي اعتبرته قرارًا سياسيًا متحيزًا لروسيا. هذا الاتهام يفتقر للمنطق، حيث أن السعودية نددت بالحرب الأوكرانية ولم تنحز لأي طرف.

السعودية أكدت أنها لا تعرض مصالحها للخطر لإرضاء الحزب الحاكم في أمريكا. الجدير بالذكر أن اعتراض الرئيس بايدن كان فقط على توقيت الخفض، حيث رغب في تأجيل القرار إلى ما بعد الانتخابات النصفية الأمريكية، في محاولة لدعم موقفه السياسي.

في المقابل، الشركات الأمريكية استغلت الأزمة لرفع أسعار الطاقة أربعة أضعاف، ما أثقل كاهل الحكومات الأوروبية. هذا التناقض أظهر ازدواجية المعايير لدى الإدارة الأمريكية.

كيف تعامل الإعلام الأمريكي والأوروبي مع السعودية؟

الإعلام الغربي لم يتوقف عن مهاجمة السعودية، حيث وُجهت الانتقادات لقيادتها وشعبها. الخطاب الإعلامي الغربي يُصور السعودية كأنها تحت وصاية القوى الغربية، متجاهلًا حقيقة أنها دولة مستقلة ذات سيادة.

السعودية لم ترضخ لهذه التهديدات، وأكدت أن لديها بدائل استراتيجية مثل روسيا والصين ودول أخرى تسعى للتعاون معها.
الرئيس السابق ترامب كان أكثر واقعية عندما وقع اتفاقيات طويلة الأمد مع السعودية، مشيرًا إلى أن “التخلي عن السعودية خسارة لأمريكا”، في إشارة إلى أهمية المملكة كشريك استراتيجي.

ما موقف الإعلام العربي من السعودية؟

الإعلام العربي، الذي كان ينتقد السعودية ويهاجمها، بات اليوم ينقل أخبارها بترقب. على الرغم من الحملة الممنهجة، إلا أن الشعب السعودي أظهر وعيًا كبيرًا، ما أثار حفيظة أعداء الداخل والخارج.

الهجوم يتركز بشكل كبير على شخصية الأمير محمد بن سلمان، الذي يُعد قائدًا شجاعًا يضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار. قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة وتنفيذها جعلته هدفًا لمن لا يريدون استقرار المملكة.

الخاتمة

السعودية اليوم ليست مجرد دولة، بل نموذج للاستقلالية والقيادة الحكيمة. تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، تسير المملكة نحو مستقبل واعد، تُعزز فيه مكانتها كقبلة المسلمين وحاضرة العالم العربي.

نقول لأميرنا: امض فانت قائد السعوديه والوطن العربي تحت أمرك وتوجهك والمستقبل يخبي الجميل

أما من راهن على الملالي واشكالهم فلهم مثل ما راهنوا عليه نحن مستقبل الشعوب مجتمعه قبلة المسلمين وحاضر الحاضر ومستقبل المستقبل حفظ الله هذا الوطن وقيادته.

المقالات المتعلقة

عن الكاتب

فهد بن حمد بن ماضي

مهندس وكاتب ومفكر

كاتب سعودي مميز يهتم بتناول موضوعات متنوعة تعكس فهماً عميقاً للواقع والتاريخ والمجتمع. تتنوع كتاباته بين التأملات الفكرية والنقدية

تواصل معي

كاتب سعودي مميز يهتم بتناول موضوعات متنوعة تعكس فهماً عميقاً للواقع والتاريخ والمجتمع. تتنوع كتاباته بين التأملات الفكرية والنقدية

تواصل معي

المملكة العربية السعودية