الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جن بينغ إلى السعودية
أهمية الزيارة
يتوقع أن يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة للمملكة العربية السعودية، وهي زيارة وصفها المراقبون بأنها مهمة للغاية. سيعامل الرئيس الصيني كضيف من الدرجة الأولى، بما يليق بحجم الضيف ومكانته.
الزيارة تهدف إلى إقامة علاقات متكافئة ومبنية على المصالح المشتركة، بخلاف زيارات أخرى تهدف لتحقيق مصالح أحادية تخدم طرفًا واحدًا فقط.
كيف تكونت الصين؟
الصين أمة عظيمة ذات تاريخ عريق، يعود تأسيسها إلى حوالي 1250 عامًا قبل الميلاد. بدأ تكوين الصين حول النهر الأصفر، إلى جانب نهر اللؤلؤة ونهر يانغتسي، مما جعل هذه الأنهار الثلاثة أساس الحضارة الصينية.
الصين قامت كدولة بنظام ملكي تعاقب عليه ملوك وأسر حاكمة، وكان التكوين الحضاري للصين راسخًا منذ آلاف السنين قبل الميلاد.
تأسيس الحزب الشيوعي
مرت الصين بفترات من التفكك والصراع بين الدويلات. لكنها استعادت وحدتها عندما قاد ماو تسي تونغ حركة توحيدية عام 1949، وأسّس الحزب الشيوعي الصيني الذي لا يزال يحكم البلاد حتى اليوم.
ماو حكم الصين بقبضة من حديد، حيث كان كل شيء يدور حول مصلحة الدولة، في ظل نظام شيوعي صارم يمنع التملك الفردي، ويُلزم الجميع بالعمل لمصلحة الوطن.
كيف تحولت الصين من دولة عسكرية إلى دولة صناعية؟
ظل النظام الشيوعي مسيطرًا حتى قرر الحزب التحول إلى نظام اقتصادي يجمع بين الرأسمالية والشيوعية.
بدأ التحول بفتح الحدود وتحرير الأسواق، مع الحفاظ على السيطرة على المؤسسات العسكرية والمالية. كما وضعت الصين خططًا محكمة اعتمدت على الثروة البشرية الكبيرة، التي تُقدَّر بـ 1.45 مليار نسمة.
الصين انتقلت من دولة مغلقة إلى قوة صناعية عالمية. بدأت بالصناعات التقليدية والتقليد، ثم تحولت إلى الابتكار والإنتاج، مما جعلها اليوم مركزًا رئيسيًا للصناعات العالمية.
دعم التجارة والصناعة
الصين دعمت مصانعها الوطنية ومنحتها الفرصة للتوسع عالميًا. بدأت بتقليد المنتجات اليابانية، ثم تطورت إلى تصنيع منتجاتها الخاصة تحت علامات صينية.
هذا النهج جعل المنتج الصيني يتمتع بالجودة والتكلفة المنخفضة، مما ساهم في غزو الأسواق العالمية، وتحولت الصين إلى “مطبخ العالم” الذي يلبي احتياجات كل الشعوب.
الاهتمام بالبناء والعمران
الصين أولت اهتمامًا كبيرًا بالبنية التحتية، حيث تحولت مدنها من مساكن تقليدية إلى ناطحات سحاب ومنشآت حديثة.
استثمرت الصين في مشاريع كبرى مثل طريق الحرير، الذي يربط آسيا بأوروبا وإفريقيا، ويُعد مشروعًا اقتصاديًا استراتيجيًا يهدف إلى تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية.
المصالح المشتركة بين الصين والسعودية
زيارة الرئيس الصيني للسعودية تركز على المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة. المملكة أصبحت منفتحة على العالم وتسابق الزمن لتحقيق رؤيتها 2030، التي تشمل مشاريع ضخمة مثل نيوم والمدن الخضراء وشبكات الطرق الحديثة.
الصين تُعد الشريك المثالي لتنفيذ هذه المشاريع، نظرًا لتجربتها الناجحة وسرعتها في الإنجاز. الشركات الصينية لديها خبرة كبيرة في الطاقات المتجددة، والصناعات التقنية، وصناعة السيارات الكهربائية.
الحذر في التعامل مع الصين
رغم الفوائد الكبيرة من التعاون مع الصين، إلا أنه يجب الحذر من السماح للصين بالتملك في الأراضي أو الموانئ، كما حدث في سريلانكا، حيث عجزت عن سداد ديونها للصين، ما أدى إلى استحواذ الصين على موانئها.
التعامل مع الصين يجب أن يقتصر على تنفيذ المشاريع الكبرى، مع ضمان عدم التمكين الكامل.
الخاتمة
السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان تخطو خطوات جبارة نحو بناء دولة متقدمة ومبهرة للعالم. التعاون مع الصين في المشاريع الاقتصادية والصناعية سيكون خطوة مهمة في هذا الاتجاه، مع ضرورة الحفاظ على المصالح الوطنية.
حفظ الله دولتنا وقيادتنا الرشيدة، ودام عزك يا وطن.
